تصنف الأمراض النفسية الوراثية على أنها أحد أنواع الإرث الثقيل التي يخلفها الآباء والأجداد لأبنائهم، ذلك أن الشخص الذي لديه تاريخ عائلي من مرض ما، يتضاعف احتمال إصابته به عن غيره من الأشخاص العاديين، كما أن نسبة الإصابة بها أيضًا تختلف من مرض لآخر، وفي هذا الموضوع سوف نطلعكم على أهم وأكثر الأنواع التي تنتقل وراثيًا ونسبة الإصابة بها.
أنواع الأمراض النفسية الوراثية
لحسن الحظ، أن ليس كل مرض نفسي يمكن أن ينتقل جينيًا، فقد صنف الباحثون 7 أنواع من الأمراض النفسية فقط، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاختلال الجيني، ويمكن أن تنتقل بصورة أكبر من غيرها، وهي على الترتيب:
الفصام
أشهر الأمراض النفسية التي تتوارث عبر الأجيال، وقد أدلى الباحثون وأكدوا أن أمر الإصابة بمرض الفصام، لا يرتكز على جين واحد فقط، بل هو عبارة عن مجموعة من الاختلافات الجينية، الذي تنتقل إلى الطفل من أحد أبويه أو كلاهما، كما أن بوادره تظهر على المصاب من سن مبكر للغاية، ربما من بعد الفطام مباشرة.
الاضطراب ثنائي القطب
عرف هذا النوع قبل ذلك باسم الاكتئاب الهوسي، وتلعب العوامل الوراثية فيه الدور الرئيسي، ذلك أنها تمثل 80% من أسبابه القوية، ويعتبر الشخص الذي يحمل تاريخ مرضي له أكثر عرضة للإصابة به عن غيره بنسبة 10%، وهي بالطبع نسبة كبيرة للغاية، ويساعد التشخيص المبكر المريض في التغلب عليه، ويصعب البرء منه كلما تمكن من المريض وطالت مدة المرض.
اضطراب القلق المفرط
تكمن خطورة هذا المرض النفسي الوراثي في أن الشخص تعتريه مشاعر حزن أو فرح شديدة ومفاجئة، قد تؤدي به إلى نوبات متكررة تصل إلى دقائق، وفي الغالب يؤثر الوالدين على أطفالهما عند إصابتهم بهذا النوع من المرض، كما أن البيت بشكل عام تهيمن عليه الطاقة السلبية والكآبة، هذا بالإضافة إلى أنه ينتقل عبر الجينات وفقًا للدراسات الحديثة بنسبة لا تقل عن 40%.
التوحد
يعتبر طيف التوحد في الأصل أحد الأمراض الجينية، وعلى الرغم من أنه يشاع بأن العامل الرئيسي في التوحد هو البيئة، إلا أن هذا الأمر خاطئ للغاية، حيث تمثل الجينات ما يقرب من 70% من العوامل الرئيسية للإصابة به، كما أن للأم دور كبير قد يصل إلى 5% حسب الدراسات الحديثة.
اضطرابات الجندرية
يعرف هذا المرض أيضًا باسم اضطرابات الهوية الجندرية، ويعرف بالميل الدائم والمستمر بالانتماء إلى الجنس الآخر، حيث يرى المريض أنه شاذ في جنسه ولا ينتمي له، لذا نجدهم يرتدون ملابس الجنس الآخر ويتحدثون بطريقتهم، وفي الغالب يكون أحد الأبوين على هذه الوتيرة، فيتصرف الذكر كأنه أنثى، وتتصرف الأنثى كالذكر.
اضطرابات نقص الانتباه
يظهر هذا النوع في الغالب في سن مبكر، وغالبًا ما يرافقه فرط الحركة، ويؤثر الشخص المصاب به على الأشخاص المحيطين، ويصيبهم بنوع من التشويش والاضطراب الذهني، وقد يؤثر على استقرارهم النفسي، ويجب معالجة الشخص في حال ظهور البوادر الأولية، حتى لا يتطور إلى نوبات أو تشنجات في بعض الحالات الشديدة.
اضطراب الاكتئاب الحاد
على الرغم من أن الصدمات والتعرض للمواقف الصعبة هي الخطوة الأولية للمعاناة من هذا المرض النفسي، إلا أنه يعتقد أن العوامل الوراثية تساهم فيه بقدر كبير، لذا نرى أن الشخص الذي عانى أحد أبويه من الاكتئاب في ظروف معينة أو فترة ما، تزيد نسبة إصابته من مرتين إلى ثلاثة عن غيره.
بهذا نكون قد تحدثنا عن الأمراض النفسية الوراثية، ولا يجب التغافل عن علاج المرض أو تأخيره، ذلك أنه عبارة عن سلسلة ينتقل من خلالها المريض من نوع إلى آخر، الأمر الذي قد يؤدي به إلى المعاناة من الأمراض العقلية.