من الأشياء المغلوطة التي ذاع صيتها بين الناس، هو اعتبار المرض النفسي والعقلي مترادفان، الأمر الذي دفع الكثيرين ممن يعانون من بعض الاضطرابات النفسية، ينفرون من العلاج، ويخشون على سمعتهم من أن يصنفون ممن ضاعت عقولهم، وذهب رشدهم، ولخطورة الأمر وحساسيته، نطلعكم على الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي، فكونوا معنا.
الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي
قد يشترك المرض النفسي مع العقلي في أنهما يؤثران بشكل أو بآخر على الحالة المزاجية للمريض، لكن هذا يبقي الفروق بينهما واضحة على كافة الأصعدة، لذا لا بد من الوقوف على أبرز هذه الفروق لأهميتها الشديدة، وذلك كما يلي:
من حيث المفهوم
يختلف المرض النفسي عن العقلي من حيث المفهوم اختلافًا كبيرًا، وذلك كما يلي:
مفهوم المرض النفسي
هو خلل واضح في الصحة النفسية للفرد، ينشأ نتيجة التعرض للضغوطات المختلفة لفترة طويلة، وبدرجة تفوق وتكبر قدرة الفرد على التحمل، ويكون المريض قبل المعاناة بالمرض واعيًا ومدركًا لكل ما يدور حوله، بل وفي بعض الأحيان يكون على علم بالسبب الذي جعله يعاني من المرض النفسي.
مفهوم المرض العقلي
يعرف المرض العقلي على أنه حلقة مفزعة للغاية من الأفكار والمعتقدات التي لا أصل لها، فهي وهمية في الأصل، تفصل المريض بشكل تام عن العالم الواقعي الذي يعيش فيه، وإذا لم تتم معالجته في مراحله الأولية، ربما يؤدي الأمر بالمريض إلى الانهيار الذهني.
من حيث الأنواع
لكل من المرضين أنواع متعددة، ولابد من تحديد النوع الذي يعاني منه المريض بشكل أساسي، لتختار طريقة العلاج المناسبة:
أنواع المرض النفسي
- اضطراب التوتر والقلق الدائمين، والرهاب الاجتماعي الظاهر.
- الاكتئاب، واضطراب المزاج الدائم.
- خلل التوازن النفسي، يصاحبه اضطرابات الهلع.
- اضطراب حاد، لاسيما بعد التعرض لصدمات عاطفية.
أنواع المرض العقلي
- اضطراب الفصام والوهم، الذي يجعل المريض يحيا حياة لا تشبه حياته الحقيقية، يفرضها له عقله الباطن.
- اضطراب الذهن الذي يؤدي إلى الهلاوس وجنون العظمة.
- أمراض عقلية ناتجة عن الإدمان كالذهان، أو انفصام الشخصية.
- البارافيرينيا، ويصيب كبار السن في الغالب.
من حيث الأعراض
من حسن الحظ، أن لكل من المريضين أعراض خاصة به، ومن الممكن أن نصنف أعراض المرض النفسي على أنها أقل حدة وخطورة عن العقلي كما يلي:
أعراض المرض النفسي
- الميل إلى الحزن والكآبة.
- فقدان الشغف، والسير بروح شبه مفقودة.
- تغيير واضح في السلوك و الأسلوب العام.
- الانسحاب الاجتماعي.
- الرغبة في إيذاء النفس( وهي الأخطر على الإطلاق).
أعراض المرض العقلي
- أوهام مستمرة وغير منطقية بالمرة.
- التحدث بطريقة سريعة للغاية، وتبديل المواضيع بسرعة دون إنهاء السابق منها، والخلط بين استخدام الكلمات بعضها ببعض.
- نوبات الذهان، وهو أفكار مشوشة وغير منسقة، يستخدم فيها الشخص كلمات غير منطقية، ناتجة عن الهلوسة.
- المعاناة من جنون العظمة، حيث يعتقد المصاب أنه محط أنظار العالم، وأن كل من حوله، يرغب في إلحاق الأذى به.
- تغير غير طبيعي في السلوك، كالضحك المستمر، وكذلك الحزن لفترات قد تصل إلى أسابيع دون وجود سبب منطقي.
من حيث العلاج
يمكن القول أن التشخيص المبكر لكلا المرضين هو الطريقة المثلى التي تمنع تطور المرض، إلا أن العلاج يختلف على النحو التالي:
علاج المرض النفسي
يمكن علاج المرض النفسي والتخلص منه نهائيًا، لاسيما إذا تم الكشف عنه في وقت مبكر، ولم يعرض المريض نفسه للأذى، ولا يتطلب علاجه سوى بعض الجلسات الطبيعية، والاستشارات البسيطة.
علاج المرض العقلي
للأسف، علينا القول أن المرض العقلي، لا يمكن التخلص منه بشكل نهائي، بل يخضع المريض لبعض الأدوية التي تساعده على استقرار حالته المزاجية، ويحاول الطبيب السيطرة على الوضع قدر المستطاع.
بذلك نرى أن الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي واضحًا جليًا، متعكم الله بصحة جيده، ونفوس مستقرة.