خلال كل مرحلة من مراحل نمو الرضيع تتطور الجوانب الاجتماعية والإدراكية والحواس السمعية منها والبصرية، فبمرور الوقت ستلاحظ عليه الأم اختلاف تصرفاته وردود أفعاله، لذا خصصنا المقال اليوم للتعرف على أهم تطورات الحواس عند الطفل الرضيع، وبالتالي إذا لاحظتِ اختلاف فيها؛ فيجب مراجعة الطبيب.
تطور الحواس عند الطفل الرضيع
بعد ميلاد الطفل مباشرةً، تظهر حواس الطفل محدودة، ولكن مع الوقت تتطور تدريجيًا، فيحدث تطورات في الرؤية والسمع ويبدأ في نطق الكلمات الغير مفهومة وتدريجيًا تصبح مفهومة، وغيرها من الحواس، ومن أهم أسباب التحدث بشأن هذا الموضوع معرفة الأم التطورات الطبيعية التي يتعرض لها الطفل بمرور الوقت للاطمئنان أكثر على صحته.
حاسة النظر
عدد من الأمهات يعتقدون أن المولود لا يمكنه الرؤية على الإطلاق بعد الولادة، ولكن الواقع أن الطفل يمكنه الرؤية، ولكن تكون غير مكتملة، فتظهر الأشياء أمام نظره وكأنها ضبابية تحديدًا أثناء الأشهر الثلاث الأولى، ولا يستطيع تحديد سوى المتناقض من الأشياء كلوني الأبيض والأسود، وبعد ذلك يستطيع الطفل تتبع الأشياء وتمييزها بعينيه، ويمكنه إدراك العمق، والتعرف على اختلافات الألوان.
تطور النظر خلال الخمس شهور الأولى
بعد الولادة مباشرةً تكون شبكية العين فاقدة كم كاف من المادة الملونة، فيكون غير قادر على التمييز بين الألوان بخلاف الشهر الثاني، ولكن مدى بصره لا يزيد عن 60 سم طولاً وعرضًا، وخلال الشهر الثالث يستطيع الطفل التعرف على الأشياء المألوفة مثل الدمية التي يلعب بها كثيرًا، وفي الشهر الخامس؛ يتمكن من ملاحقة أمه والأشياء التي تتحرك أو التي تسقط، وتزداد مراحل تطور حاسة النظر في آخر شهر من هذه الفترة.
تطور النظر من الشهر السادس وحتى العام الأول
يتمكن الطفل خلال الشهر السادس من رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح، وبذلك نستطيع تفسير قدرته على الإمساك بالأشخاص وأمه، ويرى المسافات بصورة أعمق، ومع قدوم الشهر التاسع تتسع دائرة الرؤية كثيرًا، تحديدًا مع تطور الانتباه والتركيز، وأثناء الشهر الحادي عشر، تتشابه كثيرًا درجة بصر الطفل مع البالغ، ويستطيع تمييز الألوان بشكل أكبر.
حاسة السمع
يتمكن الرضيع مبكرًا من السمع قبل ميلادته، حيث يتفاعل مع الأصوات الصاخبة وهو جنين تحديدًا في الأسبوع 24 من الحمل، وبعد ميلاده يتمكن الرضيع من التعرف على بعض الأصوات والتمييز بينها، وبالتأكيد صوته هو أولهم، ومع قدوم الشهر الرابع؛ يستطيع تحديد مصدر الصوت والتمييز بين الأصوات المختلفة تحديدًا صوت الأم، فنلاحظه يبتسم فور سماعهن وهكذا مع الألعاب المصدرة للأصوات، وبتطور السمع تتطور اللغة، وخلال السنة الأولى؛ يتمكن من سماع من يحدثه والانتباه والتركيز بشكل أكثر وضوحًا.
حاسة التذوق
ومن أهم تطور الحواس عند الطفل الرضيع؛ تطور حاسة التذوق حيث تتطور مع تقدم عمره من وهو جنين في رحم أمه، فيتمكن من ابتلاع السائل الأمنيوسي المحيط به، وهذا المذاق هو المفضل لديه أثناء هذه الفترة كي يبدأ في تناول أطعمة أخرى.
مراحل تطور حاسة التذوق
من الشهر الأول وحتى الثالث يتمكن الطفل من التفرقة بين المذاق المر والحلو، وتعد الرضاعة الطبيعية الطعام الوحيد والمفضل له، ومن الشهر الثالث وحتى السادس؛ ستلاحظين إمكانية وضع عدد من الأشياء في فمه كالألعاب وغيرها، مما يستدل من ذلك على اعتماده على لسانه للكشف عما حوله، وخلال الثلث الأخير من العام الأول؛ تبدأ أمه بإدخال المناسب من الأطعمة الصلبة لطعامه، وفي بداية الأمر يصبح بمثابة مفاجأة له نظرًا لاعتياده على مذاق حليب الثدي.
حاسة اللمس
من خصائص تطور الحواس عند الطفل الرضيع أنه يستجيب خلال المراحل الأولى مع درجات الحرارة لتمتعه ببشرة حساسة، ويستجيب للدغدغة في قاعدة القدم، وخلال المرحلة الثانية يستطيع استطلاع الأشياء بأصابعه، ويمكنه مسك الطعام بيده وتناوله.